الشي اللي راح تسمعوه اليوم مع حكاية هذا السفاح، بيتجاوز فكرة القاتل المتسلسل وبياخدها لمستوى تاني تماماً، مستوى ما راح يكون بس شي غير مريح أو سماعه مزعج، راح يوصل لمستوى الرعب.
قصة اليوم راح تبلش مع مراهق بعبقرية اجرامية، بمنطقة بعيدة بشرق الكوكب.
القصة اللي راح نحكيها اليوم هي قضية سيساكو ناكامورا، واللي انشهر أكثر باسم “القاتل الأصم لمدينة هماماتسو”
كان مثال على الالتزام والاجتهاد، لكنه لاحقاً تحول لماكينة قتل.
أفعاله كان وراها دوافع مظلمة، الدوافع اللي استهلكت كل ذرة من تفكيره….
هي قصة القاتل الأصم لمدينة هماماتسو- القاتل المراهق الأصم الوحيد في تاريخ اليابان
انولد سيساكو ناكامورا سنة 1924 بمدينة هماماتسو باليابان
انولد أصم وواجه كتير تحديات وصعوبات من بدايات حياته،
وعلى الرغم من الاعاقة اللي كان ناكامورا مصاب فيها، هو كان انسان متمكن وذكي وتميز بدراسته وحصل على علامات عالية، وكان كمان طفل مؤدب وموهوب، وامتلك طبيعة رائعة وعقل لامع. لدرجة انو فاز بمنحة دراسية ليكمل دراسته الثانوية.
هالولد ما كان ينق ويتذمر بسبب وضعه الصحي، بالعكس هو واجه العالم كله بدون خوف.
وبالرغم من نجاحه الدراسي ناكامورا تلقى معاملة سيئة من عائلته، عائلته اللي ما عرفت تنظرله على انو اكثر من شخص أصم وما قدروا يلاحظوا ألمعيته ، بالعكس، هنن شافوه كعبأ عليهن، وعاملوه ببرود وتجاهلوه.
وحتى تكمل القصة ويزداد الوضع سوءاً لهل الطفل، فهو حتى بمدرسته كان منبوذ بين زملائه.
إساءة المعاملة اللي تعرضلها بشكل مستمر تركت سيساكو بمشاعر من الانعزال والوحدة، خلتو يتوه بالظلمات ويكون حالة غير مقبولة اجتماعياً على الإطلاق.
وبعد كل هذا بلش ناكامورا يتفرج على أفلام العنف والقتل، ودخل عالم الافلام اللي ما بتحتاج الكلمات المسموعة لفهمها.
كان قدران يلاقي العزاء والتعويض بمشاهدة لقطات القتل اللي تم استخدام السيوف اليابانية فيها، سواء بالمعارك أو الاغتيالات.
ومن خلال هي الأفلام، لقى أحاسيس القوة والسيطرة اللي انحرم منها خلال حياته كلها، ناكامورا كان مذهول بأفلام الساموراي، وحبه للسكاكين وسيوف الكاتانا الأيقونية اليابانية ازداد مع تقدمه بالعمر، كانت السينما أشبه بعالم كامل، عالم تواصل مع ناكامورا بطريقة كان من المستحيل انو الكلمات تجاريها وتعمل مفعولها، وعلى الرغم من الأغلبية حتشوف هالافلام على اعتبارها عنف خالص وسيل من الدماء، ناكامورا شاف شي تاني…
وهو عم يشوف الضربات السريعة والدقيقة والقاتلة للسيافين حس بشعور من التمكن اللي سمحله ينسى، ولو بشكل مؤقت، العزلة وسوء المعاملة اللي اتعرضلن خلال حياته.
من المحتمل أنو شعوره تجاه هي السكاكين كان عبارة عن أنها امتداد لذاته، طريقة للتعويض عن الشي اللي تلقاه جسدياً واجتماعياً خلال حياته، أو ربما هو كان بس بيستمتع بشعور دفقات الأدرينالين اللي بيجي مع الاستخدام أو التلويح بهيك أسلحة مميتة.
هذا الهروب باتجاه سينما العنف، سرعان ما أثبت أنو كان طريق شديد الخطورة بالنسبة لسيساكو.
حياة ناكامورا بلشت تاخد منعطفات مظلمة، وبدأ بإظهار نزعات وميول عنيفة وعدوانية والمشاهد الخيالية اللي حضرها عالشاشة بدأت تتحول لحقيقة، حقيقة مرعبة.
لأنه بدأ بالقيام بأفعال عنيفة بنفسه.
سيساكو ناكامورا انولد أصم، لكن بعالم الساموراي قدر يسمع صوت كان أعلى من صوت الكلمات، صوت كان بيقدر يغير حياة الناس، أو ينهيها.
تاريخ 22 أغسطس عام 1938 كان يوم مصيري، الصبي اليافع اللي كان عمره 14 سنة بس، حاول يرتكب جريمة شنيعة، حاول ياخد منافع جنسية من امرأة، ومو بس وحدة، تنتين، التنتين اللي كان عندن الشجاعة الكافية ليقاوموه، الامرأتين تعاركوا مع مع هذا المراهق وقاوموا محاولة الاغتصاب.
شاهد ايضاً:3 قصص مرعبه حقيقية لن تنام بعدها!
تابع الفيديو على اليوتيوب اسم القناة سكطعش
لسوء حظن، شجاعتن تقابلت بوحشية ما حدا بيقدر يتخيلها، لأن هذا المراهق بشكل مفاجئ قرر يغير خطته، ويقتلهن.
واللي تبين بعدين انو ناكامورا كان بيحتفظ على طول بسكين بيخليها معو.
وهالشي اللي خلاه ما ياخد كتير لينزل عقابه على هالامرأتين لأنن ما خلوه يكمل مهمته، مهمته باغتصابن.
بكل بساطة، سحب سكينته وبلش يطعنهم حتى الموت، بتقليد التقنيات اللي تعلمها من مشاهدو السينمائية المفضلة.
تشير حيازته الدائمة لسلاح على أنو هو هرب من بيتو، حاملاً معه ميولاً للقتل، ميول ما راح يسمح لأي شي يوقفها…
كتير المعلومات حول ناكامورا وجرائمه انفقدت أو أخفيت كملفات سرية، سواءً كان قد ارتكب أي جرائم جنسية أو جرائم قتل قبل هذا التاريخ اللي ذكرناه أو لأ، فهالشي غير معروف.
كلشي بنعرفوا ، أنو ربما هي ما كانت جريمته الأولى.
وبالرغم من انعدام سمعه، كان بمقدوره استهداف الضحايا ومن ثم الفرار بأفعالو.
لمدة سنتين كاملتين بعد هذا الحادث، ناكامورا ما ارتكب أي جرائم، على الأقل ما ارتكب أي جرائم مكتشفة، لكن خلال هالسنتين كان في شي جواته عم يتخمر….
وبعد المقتل الوحشي للامرأتين بعام 1938، سيساكو ناكامورا كان وكأنو اختفى عن الأنظار.
ما كان في أي تقارير عن جرائم ارتكبت من قبله طوال هالسنتين أبداً
فا يا ترى هل هو أقلع عن هالطريق الإجرامي؟
هل فهم أخيراً عواقب أفعالو وقرر يتحول لإنسان صالح؟
الإجابة هي “لا”
ناكامورا كان بعيد جداً عن الانتهاء أو التوقف عن سلوكياته وأفعاله العنيفة.
بطريقة ما قدر يستمر بارتكاب أعمالو الإجرامية بدون ما ينكشف
استهداف الناس، ثم الهرب بأفعاله.
العزلة وسوء المعاملة اللي عاشهن تركوه عايش بضعف ووحدة، لكن مع كل سلوك بيتضمن فعل عنيف ، كان بيحس بالقوة والسيطرة على مجريات الحياة، هي التفاصيل اللي كان محروم منها سابقاً.
أما عن كيف قدر يعمل كل هالشغلات، فهالشي لساتو لغز
ربما هو اعتمد على باقي حواسه مثل البصر واللمس، ليقدر يتنقل خلال المحيط تبعو وليختار ضحاياه.
وفعلياً من الممكن أنو الصمم اللي عانا منو كان اله فائدة، لانو خلا الموضوع أسهل عليه ليتقرب من الناس بدون ما تتم ملاحظته، ويمكن كان بيستخدم إعاقتو كطريقة ليحصل التعاطف أو ليظهر بمظهر الشخص اللي ما بيشكل تهديد بالنسبة للضحايا ، ومهما كان، الشي الوحيد الثابت هو انو ناكامورا كان محترف بتجنب التحقيقات والهرب بجرائمه، وكان الموضوع مجرد وقت قبل ما يرجع يضرب مرة تانية و يترك آثار من الدم والرعب وراه.
وبتاريخ 18 من شهر أغسطس عام 1941، تعطش سيساكو ناكامورا للدماء والقوة خلاه يرتكب جريمة شنيعة جديدة..
بحلول هالوقت الوقت كان واصل عمر ال 17 سنة، وحط عينه على امرأتين مطمئنتين، ما كانوا حاسين بأي غلط ، بنفس طريقته القديمة هاجمن، وحاول يطعنهن حتى الموت، المرأة الأولى ماتت بمكان الحادث وهي غرقانة ببركة من دمها، بينما كانت الثانية محظوظة كفاية لتقدر تهرب من القاتل الأصم، قدرت تهرب بالرغم من الإصابات المميتة اللي عانت منها.
وبعد يومين بس، بتاريخ 20 أغسطس، تلت أشخاص تم العثور على جثثهن وهن مقتولين بنفس الطريقة الوحشية، طعنات عديدة تركتهم ليموتو بمسابح من دمائهن، ومو معروف بالسجلات اذا كانوا كلن نساء أو لا.
والجزء الأسوء من الموضوع هو أنو الشرطة كان عندها وصف للمتهم وكانوا فعلياً عم يدوروا عليه، وعرفو المتهم تبعهن، ناكامورا.
لكن هنن ما حاولوا يقوموا جهود كبيرة أثناء تركيزهن على ناكامورا، بالعكس، هنن حاولوا يغطوا على جرائمه أو يخفوها، ويشوشو على القضية.
ليش؟ كرمال يتجنبوا إثارة الذعر العام بالمدينة، وبسبب هالطريقة، هنن سمحوا لقاتل متسلسل يصول ويجول على راحتو بالشوارع، هذا الرجل اللي كان مسبقاً قد قتل ست أشخاص وجرح واحد، حتى ذاك التاريخ
كيف قدروا الشرطة ما ياخدوا أي فعل مع أنن بيعرفو المتهم الأساسي؟ كم شخص زيادة كان لازم ينترك ليموت قبل ما يعملو شي؟
الناس كانوا على أعصابن، عم يفكروا اذا القاتل لساه بشوارع مدينتهم..
وناكامورا، الرجل اللي كان عايش تحت اشتباه الشرطة بسبب جرائمو السابقة، كان فعلاً عايش بيناتن.
وبعدها، بيوم 27 من الشهر التاسع، قرر ناكامورا يضرب من جديد، بس هالمرة هدفه كان أقرب بكتير ع بيته.
القصة كلها بلشت بجدال بين ناكامورا وأخوه، هدول التنين اللي بعمرن ما كانوا على وفاق، والتوتر اللي بينن كان عم ينبنا على مدى سنين، لكن بهداك اليوم كان في شي عم ينهش بداخل ناكامورا ويزيد غضبه، فسحب سكينه وبلش يهاجم أفراد عيلته، ناكامورا ذبح وطعن العائلة بأكملها، وترك آثار الدمار من وراه.
أبوه أخته، أخوه، زوجة أخوه، وحتى ابن أخوه الطفل، ما قدروا ينفدوا من غضبو، وبس خلصت هالمذبحة، أخو ناكامورا سقط على الأرض، ضحية لعنف وانفعالات أخوه، باقي أفراد العائلة كانوا مصابين بجروح طعنات متعددة. بس بمعجزة ما، كانوا محظوظين كفاية لينجوا، من عدا الأخ اللي كان الوقت متأخر بالنسبة الو، جرحه كانت عميقة جداً، ومات بنفس المكان، على يد شخص من لحمه ودمه.
أخبار هذا الحادث انتشرت عبر البلدة، الناس كان مصدومين ومانن مصدقين اللي صار.
كيف بيقدر انسان يعمل شي مرعب لهي الدرجة بعيلته؟
الاعتداء ترك آثار عميقة على البلدة وعلى الناجيين من أفراد العائلة، آثار ما راح يتعافو منها أبداً
الشي التاني اللي كان مزعج أكثر، هو أنو أفراد العائلة رفضوا يحكو أو يشهدو ضد القاتل.
وبعدها، الشرطة اجت لعندن واستجوبتهن مباشرة عن سيساكو ناكامورا، لو كان بدن، كان قدرانين يشهدوا ضدو وينتقموا لمقتل الأخ، لكن الخوف استولي عليهن، وسكروا تمن كرمال يتجنبوا أي هجوم ثاني على الأسرة.
بتاريخ 30 أغسطس من سنة 1942، القاتل الأصم حط عينو على امرأة محددة، ركز عليها كل نواياه الوحشية وترصدها على مدار يومها، لدرجة انو لحقها وهي راجعة على طريق بيتها
هالمرا كان عندها عائلة لطيفة مكونة من ثلاثة أطفال بالإضافة لزوجا، وما كان ببالها هداك اليوم غير أنها راح ترجع تقضي وقت مع عيلتها متل ما كانت متعودة، ما كان ببالها أبداً أنها جايبة على البيت معها قاتل متسلسل.
ناكامورا اقتحم البيت وحاول يعتدي عليها جنسياً.
بعد ما طلع صوت الصريخ المرعب لهي المرا، ركد زوجها ليحاول يوقف القاتل الأصم من ارتكاب جريمته، بس ناكامورا ما كتير حب هالمقاطعة، فسحب سكينه وطعن الزوجين عدة مرات حتى فقدو وعين.
ما حدا فيه يتخيل الرعب اللي صاب الاطفال التلاتة لهي العيلة، وهنن عم يشوفوا ناكامورا بيقتل أهلن، بس بكل الأحوال، الصغار ما بيعرفوا شو لازم يعملوا، ما بيقدروا يهربوا أو يتخبوا من هالوحش، ناكامورا لقاهن، وعمل حركته المعتادة ضد تلت أرواح بريئة، لكن هو طعن طفلين بس، ترك أصغر حدا فين عايش، واللي كان بنت، بس لسبب، سبب بشع، هوتركها بس ليقدر يشبع رغباته الخاصة والمتوحشة.
حاول يكمل الشي اللي بلش فيه قبل مع الأم، وحاول يغتصب الطفلة، بس لأسباب غير معروفة، ناكامورا توقف عن الشي اللي عم يعملو، وقرر يهرب من مسرح الجريمة.
هالقاتل عديم الرحمة كان أصم، بالتالي ما كان قدران يسمع بكاء الضحايا وصريخن، ما قدر يسمع مقدار الألم اللي عانوا منه بلحظاتهم الأخيرة، بس في شي بعقله صار، فقرر يترك البنت الصغيرة، كانت الناجية الوحيدة بعائلتها، وكانت مرعوبة، مرعوبة لأقصى درجة، هالبنت شافت على كل أفراد عائلتها وهنن هم يندبحو قدام عيونها، وقاتلهم حاول يستغلها جنسياً.
من كونه شاب معروف بالنزاهة بمجتمعه، رحلة وحياة سيساكو ناكامورا اتخذت منعطفات مرعبة.
انولد أصم، وكان عنده لقدرة ليكون مصدر إلهام للكثيرين، بس بدل هيك، أأسس و حكم حقبة من الرعب.
كيف بيقدر حدا صغير بالعمر، وبيبين كتير بريء من انو يبدأ سلسلة من الرعب على باقي البشر
واللي كان منن حتى أفراد عيلته؟ هذا كان سؤال حير ناس كتار ولسنين طويلة
بلدة هماماتسو ما كانت عم تتعامل بس مع الرعب والصدمة اللي سببهم القاتل، لكن كذلك انضافت ضغوط زيادة كونو اليابان كانت عم تمر بحرب، والسلطات كانت قلقة من انو الأخبار المتعلقة بهي الجرائم الوحشية راح تزيد الفوضى والقلق الموجودين أساساً عند السكان، بالتالي المعلومات عن جرائم ناكامورا ضلت حبيسة الأدراج المغلقة، هالشي اللي خلاه يضل حر لفترة أطول بكتير من لو ما استخدموا هيك أسلوب.
بس هيك قرار وتصرف ما مر بدون عواقب، لأن القاتل ضل عم يعيث الفساد ويترك آثار الدمار وين ما راح.
ومع ازدياد أعداد الضحايا، سكان البلدة بلشوا يخافوا على سلامتهم الشخصية، وترجوا السلطات ليمسكوا عالفاعل، بس من جهة السلطات وعلى الرغم من انو ناكامورا كان مشتبه فيه، بس ما كان عندن غير معلومات قليلة وبدون أدلة، الشرطة ما كانوا قادرين يمسكو الفاعل ويقدموه للعدالة.
وعلى الرغم من معرفة عائلة ناكامورا بتورطه بالجرائم، بس هنن كانوا خايفين من انو يحكوا ضده، هنن خافوا اذا حكيو من الممكن انن يصيروا هدف لنزعاته العنيفة ويواجهوا عقابه لخيانتهم اياه.
وبعد فترة قصيرة، الحرب هدأت، والأوضاع استقرت وصار معروف حجم جرائم ناكامورا، والبلدة انتركت تترنح من حقيقة انهم كانوا عايشين مع وحش، ,وكتار سألو حالن كيف كانوا عميان لدرجة ما قدروا يشوف الشر المتخفي بيناتن.
إذاً، كيف انلقط بالأخير؟
تتذكروا البنت الصغيرة اللي خلاها تهرب وما خلص عليها؟
لحسن الحظ هي تجرأت وشهدت ضد القاتل قاسي القلب، اللي صار انو الشرطة لما وصلت لمسرح الجريمة لقييو الطفلة المرعوبة، واللي زودتهن بتفاصيل الشي اللي صار وعطتهن اوصاف القاتل، ومن خلال كل هالتفاصيل، الشرطة قدرت تحدد القاتل الأصم لمدينة هماماتسو، واللي بالأساس كانوا مشتبهين فيه و عم يراقبوه، وهلأ صار عندن شاهد، واكتشفوا أن عائلته رفضت تعطي تفاصيل الشخص اللي هاجمهن لأن القاتل أساسا كان من بيتهن، وأخيراً قدروا يلاقو القاتل ويقبضوا عليه.
القبض على سيساكو ناكامورا ب 12 من الشهر العاشر عام 1942 حدد بداية النهاية لواحد من أكثر القتلة المتسلسلين اليابانيين سيئي السمعة.
الوحشية المطلقة لجرائمه وانعدام الأحساس البشري فيها، نشر الصدمة ضمن المجتمع، وكانت السلطات مطالبة بانن يجيبوه للقضاء، التهم الموجهة ضده كانت هائلة، اتهم بتسع جرائم قتل، تسع ضحايا خسروا حياتهن بسبب أساليبه الوحشية، وفوق هالتسعة، سيساكو اعترف بجريمتين تانيات، التنتين اللي قتلن بعد ما حاول يعتدي علين وهو لسا عمره 14 سنة، بكل الأحوال الشرطة ما قدرت تجمع أدلة أو شهادات كافية لتثبت هالقضية، وبالتالي ما تحاكم عليها
بس لسا القصة وتفاصيلها ما خلصت.
بسبب حقيقة انه ارتكب جرائمه الأولى وهو لساتو قاصر وتحت العمر القانوني، فهي الجرائم استبعدت من التهم وماتحاكم عليها، ولكن حتى بعد استبعادن، الثقل اللي سببته الجثث السبعة اللي عملها، كان أكثر من كافي لحتى يواجه سيسوكو محاكمة راح تغير مصير حياته وللأبد.
محامة سيساكو تم إجراءها بزمن الحرب ، وتحت قوانين زمن الحرب، واللي هي بتسمح بإجراءات سريعة وقاسية جداً للناس اللي ارتكبوا أي جرائم أثناء فترات الحروب.
الإدعاء العام كان عنده قضية قوية ضده، مع أدلة كافية بتربطو بالجرائم.
ولكن الأطباء اللي فحصوه زعموا أنه ما كان مذنب لأسباب بتتعلق بالجنون والحالة العقلية، وجادولوا انو الصمم اللي عانى منه وكذلك إساءة المعاملة من عائلته ومجتمعه هنن اللي دفعوه ليرتكب هي الجرائم.
حاولوا يخلوه يظهر على أنه “مختل” ، زلمة مافيه يتحكم بحالو.
اعتقال سيساكو كان مجرد البداية لمأساة تانية صارت بعدها.
الحكم اللي صدر ضده كان ضربة قاضية على أبوه، لأن ب 11 نوفمبر، وبعد كم أسبوع من اعتقال ابنه، والد سيساكو، المدعو فوميسادا ناكامورا، انتحر.
انتحر لأنو ما قدر يتحمل رعب الأفعال اللي ارتكبها ابنو، حس بالعار لأن أفعال ابنه انعكست على العائلة وسمعتها، وترك ابنو من وراه ليواجه مصيرو لحالو.
القضاة ما أخذوا بادعاءات الدكاترة انو سيساكو ما كان مذنب لأسباب تتعلق بالجنون، وتحاكم كبالغ، وحكم عليه بالإعدام…
اليوم اللي تم فيه إعدام ناكامورا كان يوم مميز ، سكان البلدة تجمعوا ليتفرجوا على مشهد موت الوحش اللي سببلن كتير وجع ومآسي وخوف، بعضن ابتهج وناس تانية بكيت، بكيوا وهنن بيعرفوا انو الموت والقتل مستحيل يتم تعويضه بأي عقوبة للفاعل.
سيساكو ناكامورا اللي كان عمره 19 سنة، تم شنقه بعد فترة قصيرة من المحاكمة، سرعة المحاكمة والإعدام كانوا شهادة على بشاعة جرائمه والرغبة بتأكيد أن العدالة أخذت مجراها.
قصة سيساكو ناكامورا قصة مأساوية، تذكير بأنو الظلمات ممكن تتخفى بأكتر الأماكن غير المتوقعة، وبتنبه على خطر إهمال الأفراد وإساءة معاملتن، الأفراد اللي مختلفين عنا، وتذكرنا اننا لازم نجتهد لنقدر نفهم ونتقبل البشر، بغض النظر عن الاختلافات بيننا، ونقدم الدعم والتعاطف للي ممكن يكونوا عم يعانوا.
العزلة اللي عاشها وإساءة المعاملة اللي تعرضلها خلته يدور على العزاء بأفلام العنف، الأفلام اللي لقي فيها الاحساس بالقوة والسيطرة اللي انحرم منن، واللي من بعدها قرر لسوء الحظ يقلدها.
روبرت كيلر أشار لقضية سيساكو ناكامورا بكتابه:
“وحوش آسيوية: 28 قاتل متسلسل من آسيا والشرق الأقصى”
المؤلف لاحظ كيف انو أغلب القتلة المتسلسلين تغذوا على العوالم الخيالية، بحالة سيساكو، هو كان منجذب لثقافة الساموراي، استمتع بمشاهدة قوة السيوف ومشاهدة الناس وهنن عم يندبحوا.
أما كتاب “جرائم اليافعين في اليابان قبل الحرب” اللي انشر عام 2007، فجدد الاهتمام بالقضية وانعمل كتذكير صارخ بخطورة العنف غير المبرر والوحدة.
قصة سيساكو ناكامورا هي تحذير النا كلياتنا عن هشاشة الطبيعة البشرية، وعواقب الشر اذا ما انردع.
القصة المرعبة للي كان مرة طفل بمستقبل واعد وتحول لقاتل متسلسل راح تضل للأبد محفورة بالتاريخ.