10 قصة قصيرة ممتعة جداً للقراءة

رح تقرأ في هذا المقال 10 قصة قصيرة، قرائهم ممتعة جداً لان هذه القصص تم تأليفها من قبل فريق سكطعش خصيصاً لك.

قرأة ممتعة

1) حبّ على مهَل

قصة قصيرة عن الحب من أول نظرة:

أوّل مرة شفتها كانت بالباص، واقفة قدّامي وبيناتنا زجاج مغبّش من نفس الناس والشتا.

ما بعرف ليش، بس حسّيت إنو هالوج متعوّد يسمع أكتر ما يحكي.

ثاني يوم، نفس الساعة، نفس السيارات… صارت صدفة إلها عادة.

أنا اللي بخجل من ظلّي، جمعت جرأتي وكتبت بإصبعي على البخار: “صباح الخير”. ابتسمت، ومسحت الكلمة وكتبت: “خيرك سابق”.
صرنا نحكي بدون صوت… سطور قصيرة على زجاج بين محطة والتانية.

يوم الخميس كتبتلي: “أنا رح بدّل دوامي السبت”. قلبي هَوَى متل ورقة صفرا.

كتبت بسرعة: “طب وين بلاقيكي؟”
طلعت ورقة صغيرة من جزدانها، لصقتها عالزجاج: “مكتبة الورد، الأحد، 5.”
الأحد اجيت قبل الوقت، إيدي عم ترجف. فتت لقيتها ماسكة كتاب مستعمل، على طرفه إهداء قديم: “إلى من يقرأني بصمت.” قالت: “حلو إنو نقرأ بعض بصوت، مو بس زجاج.”
ضحكنا.

طلبتلها قهوة، حكيت، سمعت، سكتنا شوي. اكتشفت إنو الحب مو لعبة ألعاب ناريّة، الحب مو فرقة موسيقية صاخبة… الحب رِتمه على مهَل، متل قلبين عم يتعلموا يمشوا بنفس الوتيرة. من يومها، صارت المكتبة موعدنا الثابت. الزجاج؟ صار مرآي، وكل ما أتذكره، ببتسم: أحيانًا كلمة “صباح الخير” بتفتح باب العمر.


2) الغرفة 307

قصة قصيرة مرعبة

أنا حارس ليلي بفندق قديم، اشتغل وقت الكل نايم.

الغرفة 307 دايمًا فاضية ومع هيك ضوها يضوّي ويطفي، بحكي لحالي: كهربا تعبانة.

بس بليلة شتا، سمعت جوّال يرن من جوّا 307.

فتحت… ما في حدا.

قصة قصيرة مخيفة

بس الصوت واضح من الخزانة. لقيت جوّال قديم، وشاشته مشققة، ورقمه بلا اسم.
ردّيت: “ألو؟”
صوت امرأة متقطّع: “إذا لقيت هالخط… رجّع لي صور ابني.” وانقطع الخط.
فتتش بالجهاز، ما في شريحة، ومع هيك مليان صور لولد صغير عم يكبر صورة صورة: عيد ميلاد، أول يوم مدرسة، ضحكة سنان ناقصين.

كان في فيديو أخير مدته 10 ثواني: الولد عم يقول: “ماما بَحبَّك.”
نزلت عالاستعلامات، سألت عن أي ضايعات بهالطابق. المديرة عجوز، قلبها رقيق، قالت: “من سنتين سكنت هون أم وابنها، نسيت موبايلها وتاني يوم صار حادث وما رجعوا.”
رجعت للغرفة، نفس الرقم اتصل.

قلت: “لقيت الجهاز.” قالت بدمعة: “كنت كل يوم باتصل، ما كنت أسمع غير نفسي.”
تاني نهار، إجت السيّدة بعد ما وصلتلها خبرنا من الإدارة.

سلّمتها التلفون وهي تمسكه متل روح. قالت: “الغرفة 307؟ هون تمامًا آخدنا آخر صورة.”
طلعنا سوا عالشباك، الشمس طالعة، والبرد خفيف.

ما في أشباح… في ناس بتخلي ذكرياتها تضل تنادي لتلاقي طريقها. الغريب؟ أوقات بيكون بس قلبك هو الهوائي.


3) قهوة على الرصيف

قصة قصيرة عن النجاح

انطردت من شغلي بضحى نهار. كاسة الشاي اللي بشربها كل صباح، صارت مرّة. رجعت عالبيت، لقيت أمّي ماسكة دفتر مصروف قديم، قالت: “ما بننقهر… بنشتغل.”
بعت جوّالي الغالي، اشتريت عرباية قهوة مستعملة. أول يوم وقفت جنب موقف باصات، ما بيعرفوني. صبيت فنجان لأوّل زبون ببلاش، قلتله: “تجربة.”
ضحك: “إذا عجبني برجع.”
رجع، ومعه صاحبه. صرت أجرب: قهوة على مزاجك، قرفة خفيفة، سكر نص. كنت بحكي مع كل واحد وكأنو زبون واحد بس بالعالم. بعد أسبوعين صار اسمي “أبو رصيف”. واحد صوّرني ونزل المقطع: “أطيب قهوة وأطيب حكي.” الناس صارت تجي على الحكي قبل القهوة.
شتا وبرد؟ علّمت إيدي تصب ما ترجف. صيف وحر؟ خبيّت ميّة باردة “ضيافة”.
بعد سنة، إجاني عرض من صاحب محل ليأجرني زاوية صغيرة. قلت: “أنا ما بخون الرصيف، بس بوسّعه.” فتحت محل صغير اسمه “رصيفنا”. علقت قدّامه صورة عرباية القهوة الأولى، لأتذكر إنو الفشل كان محطة، مو نهاية الخط.
صدقني، النجاح مو قفزة عالية… النجاح خطوات صغيرة ثابتة، وعلى كل خطوة، فنجان طيب وقلب أطيب.


4) دقيقة تأخّر

في ليل ممطر، تأخّرت دقيقة عن رفيقي سامر. كان المفروض نطلع سوى نسلّم شغل ونرجع. هو ما استنى. ركِب دراجته وراح. الطريق مو بعيدة، بس الإشارة اللي عالزاوية خبيثة.
دقّ تليفوني بعد عشر دقايق: رقم غريب، وصوت متقطع: “صاحبك… حادث.”
ركضت. لقيته واقع، والدراجة مثل عصفور مكسور جناح. الإسعاف كانت جاي، والناس واقفة بعيون واسعة. شفت خوذته على الأرض. ما كان لابسها.
طول الليل بالمشفى وأنا ماسك يدّه، وقلبي عم يحكي معه: “لو كنت وصلت بدقيقة… لو بس.”
قام بعد يومين، الحمد لله. أول كلمة قالها: “سامحني تأخّرت عليك.” ضحكت وعيوني عم تدمع: “لا، نحنا الاتنين اتأخرنا… عن العقل.”
من يومها، صار عندي عادة جديدة: ألبس خوذتي حتى لو رايح أشتري خبز، أربط الحزام حتى لو الطريق فاضية، وبوصل بكير حتى لو الموعد ما بيستاهل.
مو كل القصص إلها نهاية حزينة، بس كل النهايات الحلوة بدأت بدقيقة انتباه. لو عندك حدا بتحبه، لا توكّل الطريق عليه… الطريق ما بيعرفك، بس احتياطك بيعرفك منيح.


5) فرن أمّ مروان

أمّ مروان ما عندها حسابات بنوك، بس عندها دفتر “دين” قديم وريحتين: ريحة الخبز وريحة الصبر. زوجها تعبان، والبيت بدّو مصروف، والأولاد أحلامهم كبيرة.
بلّشت من مطبخها: صينية مناقيش، رغيف سخن للجار، و”على مهلك بالدفع”. الناس رجعت تتذّكر طعم الطفولة؛ صاروا يطلبوا بالهاتف، “بدنا رغيف من يدّك.”
مرّة إجت بنت صغيرة ومعها ليرة واحدة، قالت: “أمي بدها خبز بس ما معنا.” أمّ مروان ابتسمت: “خدي خبزين وبلّغي سلامي.”
كبر الفرن، كبرت قلبها. صارت تعلّم نسوان الحارة يعملوا عجينة وتاخدهن معها بالرزق. كل ما تبيع صينية، تحط ليرة بكيس “جامعة مروان”.
يوم النتائج، مروان نجح بمنحة. أمّه مسكت الورقة وضمّتها على صدرها كأنها سند. قالت: “الخبز بيعلم… مو بس بيشبع.”
من برا، فرن صغير. من جوّا، مصنع كرامة. النجاح أوقات ما بيجي من باب الشركات… بيجي من باب المطبخ، من ريحة خبز طالع من قلب راضي.

شاهد أيضاً : قصة سندريلا مكتوبة للاطفال


6) حكاية الطاحونة

بضيعة بعيدة، في طاحونة قديمة على ساقية مي، كانت جدّتي تقول: “هون انطحنت قصص الناس قبل القمح.” الطاحونة هُجرت لما اجت المطاحن الحديثة، بس ظل إلها نفس.
قررت زورها بعد سنين. الباب بيصرّ، والغبار راقد عالخشب. لقيت نقش قديم على الجدار: قلب وفوقه حرفين. حكالي العم أبو زكي إنو هالقلب لجدّك وجدّتك، يوم طلبها كتبوا وتركوا العهد هون.
قعدت عالسطيحة، والمي تعزف لحنها. تخيّلت شباب الضيعة يجيبوا أكياسهم ويستنو دورهم بالحكي قبل الطحن. الطاحونة كانت جريدة القرية: أخبار، ضحك، خطبة سرية، ودمعة خفيفة.
رجعت عالمدينة، بس أخدت معي درس: مو كل قديم لازم نهده. في جديد يطلع من القديم إذا حفظنا روحه. قررت أعمل “زاوية الطاحونة” ببيتي: جمعة أسبوعية، قهوة على نار هادية، وحكايات تتطحَن لتصير حِكم.
التراث مش متحف ساكت… التراث صوتنا لما نرضى نسمعه.


7) الدرج

بعمارتنا، الدرج دايمًا نظيف. ما عنا شركة نظافة ولا لوحة “يُرجى المحافظة”. في شخص واحد خفيّ بيفرش المي ويكنس قبل الفجر. من سنين نحزر مين، ولا حدا بيعرف.
قررت أتحرّى. صحيت بكّير، لقيت أبو نادر، الحارس القديم اللي طلع عالتقاعد، ماسك المقشة. قلتله: “يا رجل، تقاعدت! ارتاح.”
ضحك: “إذا بريّح روحي، ليش أتركه؟”
سألته: “ليش ما تحكي للناس؟”
هزّ كتفه: “نظافة الدرج ما بدها تصفيق.”
حكايته انتشرت بدون ما يقصد. صار الجيران يحطوا قناني مي عالباب، ورقة شكر صغيرة، بس هو يرجعها. يوم مرض أبو نادر، اجتمعنا لحالنا: كل شقة نظفت درجة، مو حتى نصوّر وننزل… بس لأنو الحلو يتعلّم.
رجع أبو نادر بعد أسبوع، شاف الدرج عم يلمع. ابتسم: “هيك الدرج صار إلو أصحاب، مو زبائن.”
تعلمت إنو المجتمع بيبدأ بخطوة ممسوحة، وبقلب راضي ما بدو شهرة.


8) كرت الذاكرة

أنا مصوّر أعراس. ليلة عرس كبيرة، سرقوا شنطتي وفيها كاميرتين وكرت ذاكرة عليه نص اليوم. العروس كانت على وشك تبكي، وأنا قلبي عم يدوّخ.
رجعت البيت وفتحت اللابتوب: عندي عادة أعمل نسخة سريعة أول بأول. الحمد لله، لقيت آخر 40 دقيقة ناقصين.
تاني يوم، فتت على السوق الشعبي أدور على أي كاميرا مستعملة تشبه تبعي. لقيت محل صغير، وعالشباك كاميرا نفس الموديل. جربتها، لقيت جوّاتها كرت ذاكرة. فتحت أول صورة: العريس عم يضحك مع أبوه — صورتي!
طلعت للمحلّي، قلتله بهدوء: “هاي كاميرتي.” قال: “أنا اشتريتها من واحد.”
اتصلنا بالشرطة، وبالصور قدرنا نثبت الوقت والمكان والرقبة اللي انعكست بمرآة القاعة. اللص مسكين، نسي إنو الصورة شاهد. رجع الكرت والكاميرا، ولحقت أجهز الألبوم بوقته.
يوم سلّمت الصور، العروس بكت بس من الفرح. قالت: “كيف شكراً بتكفي؟” قلتلها: “الفوتوغرافيا مو بس لقطات… هي أمانة.”
من وقتها، صرت أكتب على حقيبتي من جوّا: “الأمانة بتلاقي طريقها — رجّعني لصاحبي.” ويمكن مو كل حرامي بيرجع… بس كل صورة عندها لسانها.


9) الشنطة الزرقا

رحلة أول مرة بتكون دايمًا مزيج خوف وحماس. شنطتي الزرقا كانت أكبر مني، وورقي ناقص ورقة. بالحدود، الموظف سألني: “لوين رايح؟”
قلتله: “عالفرصة.”
ضحك: “العنوان وين؟”
أعطيته ورقة صديق قديم بإسطنبول. أول أسبوع كان مرّ: لغة جديدة، شغل بالنهار، بحث بالليل. كل فجر كنت أكتب لأمي: “أنا منيح.”
مرة، شفت إعلان تدريب مدفوع بمقهى صغير. قدّمت، وقبلوني. المقهى صار بيتي، تعلّمت أسماء القهوة بلغتين، وصارت الشنطة الزرقا مخبّي فيها فوط مبللة ودفتر ملاحظات.
بعد أشهر، صاحب المقهى قال: “بدك وردية صباحية دائمة؟” وافقت. صار عندي دخل ثابت، وصار فيني أستأجر غرفة لوحدي.
بعيدًا عن الشعارات الكبيرة، الهجرة يا جماعة مو قصة بطل… هي قصة تفاصيل: مفتاح جديد، جار يبتسم، خبز سخن من مخبز زاوية، وشنطة زرقا تنكمش شوي شوي كل ما تزيدك خبرة.
رجعت بعد سنة زرت أهلي. أمّي مسكت الشنطة وقالت: “كبرتي يا بنت.” قلتلها: “لا… أنا اللي كبرت.”


10) علبة الألوان

كنت صغير وبحب أرسم عالمّي، وأبي يقول: “صير دكتور.” كنت أهز راسي وبخبّي علبة الألوان تحت المخدة.
يوم شاف أبوي دفتر رسومي بالغلط. سكت، وتركه. توقعت يعيّط. بالليل، جابلي علبة ألوان جديدة وقال: “جرّب ظلّ الوجه من هون.”
كبرت وأنا بيننا اتفاق صامت: هو واقف معي، وأنا بدرس وبِرسم. لما رحت قدّمت على مسابقة رسم محلية، خفت أشاركه. قدمت وسكت. لما ربحت المركز التاني، طبعوا لوحتي بأول صفحة كتالوج.
رجعت البيت، حطّيت الكتالوج على الطاولة وقلت: “بابا…”
قاطعني: “شفتها قبل شوي.” كان فاتح الكتالوج وعامل خط تحت اسمي. قال: “مو مهم تكون دكتور… المهم تكون شاطر بما اخترت.”
اليوم أنا بشتغل مصمم، وأبوي كل ما يفوت عغرفتي يشم ريحة ألوان ويقول: “هالريحة صارت ريحة بيتنا.”
العيلة مو صندوق يقفّلوك فيه… العيلة جناحين يعلّموك تطير بدون ما تخاف.

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *